beinresearch

التوجهات الحديثة في تفكير النظم

تركزت التوجهات الحديثة لفكر النظم على فكرتين هما:

  1. التعلم التنظيمي وإدارة المعرفة.
  2.  نظرية الفوضى وتكيف النظم المعقدة.

أولا: منظــور التعلــم التنظيمــي وإدارة المعرفـــة

حيث يصور هذا المنظور المنظمة على أنها نظام مفتوح تتصف بالحياة والتفكير وهي كالعقل البشري تعتمد معلومات التغذية الرجعية لتتوافق مع الظروف البيئية المتكررة وباختصار فإن المنظمة تتعلم من خبراتها مثلما يتعلم الإنسان فالمنظمة تمارس عملية عقلية معقدة كالتوقع، الإدراك، التصور، حل المشكلات والتذكر عندما يصبح التعلم مبادرة استراتيجية تحدد وتكتشف الأفكار اليتيمة من داخل المنظمة وخارجها. ويساعد برنامج ادارة المعرفة في استكشاف الكثير عن ادارة المعرفة وكيفية ارتباطها بعملية صنع القرار(مسلم، مرجع سبق ذكره، ص46).

ثانيا: نظرية الفوضى وتكيف النظم المعقدة

 التي يتكون ضمنها النظام مختلفا عن مجموع أجزاءه (أو العناصر المكونة له)، ويتعلق الأمر هنا بمفهوم “الخاصية المنبثقة” Emergent properties وهي خصائص تتطور كما هو واضح من تسميتها عبر ظاهرة الإنبثاق الرافقة لعمل الأنظمة المعقدة، لذلك من غير الممكن استنتاج خصائص النظم المعقدة بمعرفة العناصر المكونة لها بمعزل عن بعضها البعض. كما أنه مهما كانت هناك دراسة معمقة وواسعة لخصائص عنصر معين فهي لا تعني بأي حال من الأحوال إمكانية الوصول الى معرفة يقينية بشأن الخصائص التي ستنبثق جراء تفاعل هذا العنصر مع باقي الأجزاء(محمد، 2021، ص146).

ويتم التركيز في النظم الحية على ما تتضمنه من مفاهيم جديدة منبثقة من علمي الأحياؤ والكيمياء فهما يقدمان طريقة جديدة لفهم فقدان التوازن Disequilibrium والدور الذي يلعبه اللانظام (الفوضى) في استحداث وتوليد امكانيات جديدة من التطور. الى جانب الدور الأساسي الذي تلعبه المعلومات في النظم الذاتية باعتبارها الوسيلة الأساسية لإحضار الأشياء الـى الشكل الذي يتضح لنا من خلاله قدرة التنظيم الذاتي الممثل على شاكلة كائن حي يوضح قدرته على تنظيم نفسه في علاقات تزيد من قدرته وتوضح لنا كذلك علاقات مختلفة بين الإستقلال والتحكم مظهرة أن نظاما ضخما يحافظ على نفسه وينمو بقوة(سائر بصمة، 2018، ص09.

وسمة هذه النظرية هي سمة الشمولية وهي سمة جد أساسية في هذا النموذج والنموذج الذي يتشكل الآن تحت عنوان نظرية التعقد هو الآخر يتميز بهذه السمة فالتعقد كنظرة للطبيعة وكأسلوب للتعامل معها ظهر بشكل تدريجي خلال القرن العشرين في كافة مجالات العلم تقريبا وبشكل تدريجي قامت تطبيقات لهذه النظرة على مستويات مختلفة للوجود وفي مختلف العلوم. فأصبحت هناك تطبيقات لنظرية التعقد في علوم البيولوجيا الأنظمة الفزيائية المعقدة غير الخطية، أبحاث الدماغ، الأعصاب، علم النفس، علوم الذكاء الإصطناعي وفي الكمياء العضوية وعلم الإقتصاد، علم الإجتماع، العلوم الإدارية، علوم الميكانيكــــا الحراريـــــــة، علـــــــوم البيئــــــــة، علوم اللغويات، وكافة المجالات العلمية تقريبــــــا(سمير، 2008، ص97).

 أسلــوب الإدارة بالأهداف

يعتبر أسلوب الإدارة بالأهداف من أكثر أساليب الإدارة بالمشاركة شيوعا واستعمالا في السنوات الأخيرة إضافة لأهميته كأسلوب من أساليب التحفيز الا أنه يستعمل باستمرار كأسلوب لتقييم الآداء كما يمكن وصفه بأنه فلسفة إدارية ترمي لزيادة التحفيز الداخلي للأفراد من خلال إشتراك المرؤوسين مع الرؤساء في تحديد الأهداف وزيادة رقابة المرؤوس على عمله ما يعني زيادة مشاركة المرؤوس في عمليات اتخاذ القرارات التي تؤثر عليه بشكل مباشر(سنان، مرجع سبق ذكره، ص73).

وتقوم فلسفة الإدارة بالأهداف على:

ويكون المعيار والمحك في أسلوب الإدارة بالأهداف هو مدى تنفيذ الأهداف فالثواب والعقاب فيه متوقف بمدى تحقيق النتائج المتفق عليها فهو نظام ذي حركية ليس مرتبط بسلطات او تشريعات منسوبة وثابتة او أية علاقات جامدة أو أنظمة عقيمة، فهو أسلوب يحفز على الإبداع(سامرة، 2019، ص42).

هذا الأخير الذي إستطاع أن يحقق مستويات عليا من الإبداع ونجاح المنظمات بشكل يدعوا الى اتخاذه نموذجا.

كما يركز هذا الأسلوب أيضا في عملية التقييم النهائي للآداء على عملية التغذية الرجعية من خلال تزويد العاملين بالمعلومات بشكل دوري حول التقدم الذي يحققونه باتجاه تحقيق أهداف المنظمة(عباس، نجم، أرزوقي، 2022، ص344).

لكونها عملية مهمة ويتم على أساسها البناء، التخطيط، التنبؤ، التنفيذ، واتخاذ القرارات

.

  إتجـــاه ادارة الجــودة الشاملــة

يختلف هذا التنظيم من منظمة لأخرى وبنفس المنظمة من وقت لآخر وفقا لعوامل محددة تؤثر في اختيار الأسلوب التنظيمي ومن أهم هذه العوامل نجد التالي:

– حجم المنظمة:

كلما زاد حجم المنظمة يتطلب ذلك بطبيعة الحال توسيع دائرة الجودة وتنوع أنشطتها.

– نظرة الإدارة العليا الى أهمية الجودة

حيث أنه بوجود اهتمام من طرف الإدارة العليا لأنشطة الجودة فإن ذلك يعني إعطاء دور أكبر لإدارة الجودة الشاملة الى جانب توفر الإمكانات المالية والبشرية للمؤسسة.

سعة الإنتشار الجغرافي للمؤسسة

المؤسسة التي لها فروع كثيرة قد تحتاج الى هيكـــل تنظيمي مختلـــــف عـــــن المنظمات الأخرى التي لها فروع أقل أو لا تملكها أصلا (سليمان، 2010، ص74).

وتكون مهام الجودة الشاملة:

فالجودة الشاملة وكما جاء عن “رويل ميل” أنها عبارة عن تلك الطريقة التي تعمل علة تشجيع العاملين على العمل ضمن فريق مما ينعكس على العملاء او المستهلكين”، وهي كما يراها (خضير كاظم) من زاوية أخرى أنها تعني الإسهام الفعال للنظام الإداري والتنظيمي بكافة عناصره في تحقيق الكفاءة الإستثمارية للموارد المتاحة من مادة أولية معدات، مكائن وقوى بشرية، معلوماتية ومالية(خالد، عطا الله، 2011، ص10).

وباعتبار مدرسة إدارة الجودة الشاملة ظهرت من الفكر الإداري المعاصر فهي تواليا بعد كل من مدرسة الإدارة بالأهداف ومدرسة التطوير التنظيمي وقد ظهرت بدءا من الثمانينيات والتي كانت من بين أهم عوامل ظهورها المنافسة الهائلة بين الصناعة اليابانية والأمريكية وازدهرت في تسعينيات القرن الماضي والتي أصبحت سمة الإدارة الحديثة ونجد من أبرز روادها:ويليم ايدوارد يمنج، جوزيف جوبولنسكي، كاورو اشكاوا، جوزيف جوران، فيليب كروسي(مدحت محمد، 2008، ص24).

ومن منطلق خبرة ديمينج جراء إشتغاله في دائرة الحرب الأمريكية سنة 1940 كونه أستاذا لتقنيات الرقابة على الجودة كان لها تأثير كبير على محاولاته اللاحقة في هذا الميدان حيث:

الأسس العلمية والملامح الرئيسية لإدارة الجودة الشاملة التي وضعها “ديمينغ”:

التي نتطرق فيها للمساهمة المتمثلة في المبادئ الأربعة عشر والتي جاء فيها:

تحديد أهداف المنظمة: والتي جاء فيها ان تلتزم المنظمة بتوحيد أهدافها بشكل مستمر وأن تعلن عن هذه الأهداف لمتلقي الخدمة والعاملين، والمجتمع من خلال رسالتها.

 تبني المنظمة لفلسفة جديدة: يجب على المؤسسة وكل العاملين فيها باختلاف رتبهم الوظيفية أن يدركوا مفهوم الجودة الشاملة والحرص على عدم وقوع الأخطاء واكتشاف الخطأ قبل وقوعه.

التركيز على الفحص الشامل فقط: الهدف الرئيسي من الفحص هو تقييم العمليات، التقليل من التكلفة، والا يكون الهدف هو محاسبة المسئولين عن الأخطاء رغم أنها تكون ذات تكلفة وتعمل على إهدار الوقت وفحص العينات يفي بالغرض.

التركيز على جودة المواد وعدم التركيز على السعر.

تحسين عملية الإنتاج والإستمرارية في الخدمة من خلال الإهتمام بالجودة في كل عملية ومشاركة مابين المؤسسة ومتلقي الخدمة مع أخذ آراء العملاء(أديب خلف، 2021، ص45-46).

 ايجاد التكامل بين الأساليب الحديثة والتدريب: تعني اعتماد الطرق الحديثة في التدريب والتعليم في العمل مع تبني قيادة بديلة.

تحقيق التناسق بين الإدارة والإشراف: المقصود منها تحسين عمليات الإشراف وتمكين المشرفين من العمل بشكل مباشر مع العاملين في الخطوط الإنتاجية والإرتقاء بآداءهم وفقا للتوجهات الحديثة المختلفة ووتعميق توجهات المشرفين على تحسين الجودة وزيادة الإنتاجية وجعل آفاق وتصوراتهم تقود العاملين نحو نفس الهدف(بلية، مرجع سبق ذكره، ص76).

لا تعتمد على التحديد المسبق لحجم الإنتاج بأرقام مجردة.

التخلي عن الشعارات الغير صادقة والمواعظ المزيفة: فهي لا تساعد في ديمومة الجودة والإنتاجية (فريد فهمي، 2019، ص128).

ازالة العوائق في الإتصالات: تتضمن إزالة الحواجز بين العاملين والادارة العليا وتجنب الأنظمة السنوية في التقييم

تشجيع الأفراد: في العمل والسعي من اجل مواكبة التحسين المستمر والتطوير في الآداء.

تأسيس البرامج التطويرية: من خلال احلال برامج للتعليم والتدريب المستمر للأفراد.

ازالة الحواجز بين الإدارات: من خلال كسر الحدود والعراقيل الموضوعة بين الأقسام وجعلها تعمل بأكثر مرونة ومتعاون.

إبعاد الخوف: بجعل أنشطة العاملين تتجه دائما نحو معرفة المشاكل في الآداء وإبلاغ الإدارة المسئولة بشكل مستمر دون خوف(بلية، مرجع سبق ذكره، ص76-77).

هذه المبادئ التي تتضمن تناولا متكامل الجانب لتهيئة أرضية داعمة للتجسيد مبادئ إدارة الجودة الشاملة في المنظمات باختلاف طبيعة نشاطها والإرتقاء بخدماتها المقدمة لعملائها محققة بذلك الأهداف التي جاءت من أجلها، الأهداف المشتركة، ورضا جمهورها الداخلي والخارجي.

Exit mobile version