تتعدد وتختلف العوامل المسببة للغيرة الهنية في مؤسسات الأعمال باختلاف طبيعة نشاطها متمثلة في عوامل فردية، عوامل تنظيمية، وعوامل ظرفية حيث:

العوامـــل الفرديــــة

قد يكون بعض الموظفين أكثر عرضة لتجربة الغيرة المهنية أكثر من زملائهم بسبب العوامل الفردية المتمثلة في احترام الذات، الحاجة القوية للاعتراف، التقدير والموافقة (Langue, Crusuis, & Hagemeyer, 2016).

كما تتضمن العوامل الفردية أيضا السمات الشخصية، الانماط المعرفية، والميول العاطفية التي من شأنها أيضا أن تؤثر على تجربة الغيرة كما يلي:

تدنـــي إحتــرام الـــذات

يعد تدني احترام الذات ظاهرة سلوكية شائعة في الوسط المهني تؤثر على الموظفين من جميع الأعمار            والخلفيات. كما يمكن أن يكون لديها تأثير سلبي على العديد من جوانب الحياة الوظيفية للموظف، بما في ذلك علاقاته بزملائه في العمل، آداء العمل، وصحته العقلية.

الحاجة الى الاعتـــراف:

إن حاجــــة الأفراد الى الاعتــــــراف هي حاجــــة نفسية شائعة تشير الى الرغبة في الاعتراف والتقدير للمساهمات انجازات، وقدرات الآخرين، وهذه الحاجة يمكنها أن تظهر بعدة طرق كالبحث عن الثنــــــاء، التحقق من صحة الآخرين، السعي لتحقيق النجاح، والاعتراف في وظيفة الفرد أو البحث عن مكانة اجتماعية (Deci, & Ryan, 2000).

ليتضح لنا من خلال ما سبق التطرق اليه أن الحاجة إلى الاعتراف كما يمكنها أن تكون حافزًا قويًا من شأنه تنمية إحساس الأفراد بالرفاهية واحترام الذات، يمكنها أيضا أن تكون سببا في جعلهم يصبحون منافسين، أو عدوانيين بشكل مفرط، كما أنهم يكونون أكثر عرضة لمواجهة مشاعر الغيرة أو الاستياء تجاه الآخرين الأكثر نجاحًا، أو كفاءة، وبالتالي لابد من الحرص على الموازنة بين هذه الحاجة والشعور الصحي بقيمة الذات والدافع الداخلي.

سمات الشخصية

هناك العديد من النظريات والنماذج المختلفة التي تبنت التطرق لدراسة الشخصية في شكلها العام كميزة انسانية وتفسير سماتها هذه الاخيرة التي تختلف من شخصية لأخرى، لكن هذا لا يمنع من وجود سمات مشتركة. وتشير سمات الشخصية إلى مجمل أنماط التفكير، الشعور، والسلوك المجسد لدى الفرد. وقد تم ربط سمات شخصية معينة مثل الانفتاح، الضمير، الانبساط، التوافق، والعصابية في مكــــان العمـــــــل

الأساليـب المعرفيـــــــة

تساهم الأساليب المعرفية بقدر كبير في الكشف عن الفروق بين الأفراد فيما يتصل بالجانب المعرفي للشخصية، فقد استخدم مصطلح الأسلوب المعرفي لوصف وتوضيح الفروق الفردية في الاستراتيجيات المعرفية المستعملة لتمثيل ومعالجة المعلومات. لنجد في هذا السياق كل من: جاردنر Gardner، فرنون Vernon، و باري Bari يشيرون إلى الأساليب المعرفية باعتبارها مظاهر الفروق الفردية في الأبنية المعرفية ، فهي تكوينات ذات مرتبة أعلى متضمنة في كثير من العمليات العقلية المعرفية، وتعتبر مسؤولة عن الفروق الفردية في حل المشكلات كما تعبر عن الفروق الفردية في طرق اكتساب وتجهيز وتخزين المعلومات (أمال، 2014، ص27)

وتشير الأساليب المعرفية إلى الطرق المفضلة لدى الشخص لمعالجة المعلومات وحل المشكلات، باعتبار ان القدرة العقلية تعبر على قدرة الفرد على العمل في سبيل هدف معين، إضافة لتعبيرها عن قدرة الفرد في  التفكير والتعامل بكفاءة مع البيئة ورغم تقاطع القدرات العقلية للفرد مع أساليبه المعرفية في العديد من المواقف، إلا أنه توجد فروق واضحة بين المفهومين.

حيث نجد القدرات العقلية تشير إلى محتوى ومكونات العمليات التي تتم في أثناء تكوين واستخدام المعلومات، في حين تشير الأساليب المعرفية إلى طرق التوصل إلى تلك المعلومات. وفي هذا السياق هناك العديد من النظريات والنماذج المختلفة للأساليب المعرفية، ولكل منها مجموعة أبعادها الخاصة حيـــــث نجد (بعـــد الاستقــلال/الاعتمــاد الميدانـــي، بعـــد اللفظــــي/المرئـــي، البعـــد الانعكاســــي/الاندفاعــــي، البعــــد الحدسي/التحليلــــي)

المقارنـــة الاجتماعيــــــــة

المقارنة الإجتماعية هي تلك العملية يقوم من خلالها الأشخاص بشكل عام بالنظر الى قدراتهم، آرائهم وأدائهم وتقييم ذلك من خلال مقارنة أنفسهم بالآخرين. لذلك يكون الأفراد الذين يميلون إلى المشاركة في المقارنة الاجتماعية أكثر عرضة لتجربة الغيرة المهنية عندما يرون أن زملائهم أكثر نجاحًا أو كفاءة حيث نجد في هذا السياق (المقارنة الاجتماعية التصاعدية ، المقارنة الاجتماعية التنازليـــة)

لنختتم تطرقنا الى موضوع اهم العوامل المسببة للغيرة المهنية في بيئات الاعمال بالعوامل الظرفية حيث:

العوامــــل الظرفيـــــــــــة

 تتمثل العوامل الظرفية على سبيل المثال في نوع العمل وصعوبة المهمة ووجود المنافسات الذي يمكن أن يساهم أيضًا في الغيرة المهنية. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجرتها(Zavyalova  وزملائها2018) أن الموظفين كانوا أكثر عرضة لتجربة الغيرة استجابةً لنجاح زميل لهم عندما يُنظر إلى النجاح على أنه غير مستحق أو نتيجة للمحاباة. ومن اهم ما تتضمنه العوامل الظرفية مايلي(الغمــــــوض فــي الأدوار الوظيفيــــــــة، التغييـــــــر في القيـــــادة، انعدام الأمن الوظيفي، الصراع بين مجموعات الموظفين

About Author

Leave a Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *